
عذرا

عذرا
فإن مذاق الأيام أصبح علقما قزز أطراف اللسان ضريبة دفعتها من سنين عمري حتى أكون طبقا جاهز للأكل. تمتد الأيدي إليه لتغرف من اللحم المطبوخ.
عذرا
لم أعد أكتب شيئا يثير الإعجاب ولا وصفا للحظات ممتعة؛ فالفرح حين يداعب الأنامل الناعمة يستنطق الورق الفارغ يحوله إلى مخطوطات وأنا لم أعد أداعب ذلك الورق ولا أرسم خيوط الشمس فقد أتعبني استحضار الكلمات.
عذرا
الوقت يسير كالوهج الخاطف وأنا أحاول تجميعه في لحظة صفاء هاهو الليل بدد الفجر عندي يعلن الفراق.
عذرا
لم أعد أشد من أزري فأجر أذيال التعب أتعكز على حزن ينتظر ساعات الفرح متنقلا بين الهموم يتوارى عن الأنظار في دوامة الخوف المستمر.
عذرا
إن عششت في داخلي أرواح أيقظت كل الكوابيس صرخت تحت غطائي أمسكت عنقي قيدت أذرعي رمتني في بئر غائرة ثقل كبير أرهقني جرّ أنفاسي المتلاحقة واسرار احتفظت بها طويلا لن يجدي الاعتراف بها دفعة واحدة.
عذرا
لم أعد كما كنت فأرى الربيع في رائحة القداح يطوف بشوارع بغداد ولا الشتاء بأمطاره الممتعة غسل هموم امرأة عقيمة ولا تلك الطفلة التي تلوح بيديها عندما تمر في السماء طائرة بات الليل ينشر عباءته السوداء حولي بكل الليالي المظلمة استسلمت تماما لقدر صارع الشمس بغيوم ملبدة اتركني أستسلم للنوم يتصاعد الشوق حد الثمالة تحلق روحي راحلة أستنشق عبيرك لدقائق معدودة إني أراك هناك في لحظة تعيد فيها الحياة لمرة واحدة .
زهراء ناجي