
عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة بناء على طلب تقدمت به إيران وبدعم من روسيا والصين والجزائر، وذلك بعد ساعات على اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
وأعرب العديد من أعضاء المجلس
خلال جلسته الأربعاء عن قلقهم إزاء مخاطر اتّساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط بعد عملية
الاغتيال, في الوقت الذي أعلنت فيه كل من الصين
وروسيا والجزائر، عن إدانتهم الصريحة لاغتيال هنية.
وأدان مندوب إيران بمجلس الأمن أمير سعيد إيراواني ما وصفه بالعمل الإرهاب,قائلا:
"إنّه ينبغي على مجلس الأمن الدولي أن يتّخذ خطوات فورية لمحاسبة إسرائيل على
هذا العمل العدواني، بما في ذلك النظر في فرض عقوبا, ." متهما الولايات المتحدة بالضلوع بمساعدة
إسرائيل في العملية.
وقبيل انعقاد المجلس، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن
قلقه من عمليتي الاغتيال اللتين وقعتا بفارق بضع ساعات في بيروت وطهران وراح ضحية
الأولى القيادي العسكري في حزب الله فؤاد شكر وفي الثانية هنية.
وأكد مندوب الجزائر في الامم المتحدة أن الهـجوم الاسرائيلي اعتداء
سافر وخبيث على أسس العلاقات الدبلوماسية وقدسية سيادة الدول, مشيرا إلى أن الاحتـلال
يستهدف المدنيين في بيروت و غـزة وينتهك السيادة في سوريا ولبنان, محذرا من أن
العالم على حافة الكارثة، داعيا المجتمع الدولي إلى عدم الصمت إزاء هذا القدر من إراقة الدماء وازدراء
القانون الدولي.
وبيّن المندوب الروسي الدائم
لدى الأمم المتحدة أن روسيا تدين بشدة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس,
معتبرا الهجوم استفزاز يهدف إلى جر إيران إلى مواجهة إقليمية, مشيرا إلى أن يقف
وراء الاغتيالات السياسية لابد أن يدرك مدى خطورة العواقب على المنطقة.
مندوبة فلسطين في الأمم المتحدة طالبت بمساءلة إسرائيل عن كل
ممارساتها الإجرامية في فلسطين والمنطقة, داعية إلى منع اسرائيل من جر المنطقة الى حرب شاملة
وتفويت فرص السلام, مستنكرة الاعتداءات على ايران ولبنان وسياسات الاغتيال.
ومن جانبه أشارنائب المندوبة الأمريكية في الامم المتحدة أن إسرائيل
تدافع عن نفسها ضد هجمات حزب الله المتكررة, نافيا أن يكون
للولايات المتحدة الأمريكية علم أو علاقة
بمقتل قائد حماس إسماعيل هنية, متهما ما أسماهم بأعوان إيران: " هم من قربونا بشكل خطير
من نزاع إقليمي واسع".
فيم قال مندوب إسرائيل في الامم المتحدة: " لن نبقى مكتوفي
الأيدي وملتزمون بأمن مواطنينا الإجراميين والحرب الإبادة الجماعية مع الولايات
المتحدة الأمريكية", موضحا أن 50% من السلاح الذي تمت مصادرته في غزة من صنع
إيران, مشيرا إلى أن إيران تقدم المال والسلاح والتكنولوجيا العسكرية لحزب الله,
مشددا: "لا لضبط النفس بعد الآن".
واغتيل هنية فجر يوم الأربعاء في طهران بغارة إسرائيلية على مقر
إقامته, توعّدت على أثرها كل من حماس وإيران بالثأر لاستشهاده، مما أثار مخاوف
خاصة من الولايات المتحدة من توسّع النزاع في المنطقة في خضمّ الحرب الإسرائيلية
على غزة والمواجهات المتبادلة منذ أشهر عبر الحدود اللبنانية بين حزب الله
وإسرائيل.