ملاحظ في منهجية الكتابة
لا يفلح الباحث الا وهو اختار منهجا عاما ، وخاصا ، والعام اعني به مثلا المنهج الوصفي ، والمنهج التحليلي ، والمنهج الإحصائي ، والمنهج التكاملي ، وغير ذلك من المناهج ، وسيرجأ الخديث عن هذه العمومية ، لاحقا .
اما المنهج الخاص ، فهو مما يطبقه كثير من الباحثين ، بل جلهم ، ولا يتم النفع البحثي ، الا وقد اتقن الباحث تلك الخطوات التي تخص كتابته ومنها تخطيط البحث ، والتحليل ، وترك البدهيات .
وعن تخطيط البحث يتبع الباحث الابواب ، وهي تتضمن الفصول ، والفصول تتضمن المباحث ، وهكذا .
ويشترط في الابواب ان تكون متلازمة ، مترابطة ، وتتضمن فصولا متعالقة ، مع عنوان الباب وفكرته ، منعزلة عن الفصول التي وردت في الباب الذي قبله .
وليس ضروريًا ان يستعمل الباحث الابواب الا في حالة اتساع المادة ، وكبر حيثياتها ، ولو ان وزارة التعليم العالي قد اشارت بكتبها الرسمية الى حجم الرسالة والاطروحة ، وربما اختفت الان ظاهرة الابواب لسبب علمي ، خشية تكرار المعلومات ، والمواد البحثية ، على العكس من الستينيات ، والسبعينيات ، والثمانينيات قد كانت الجامعة لا تحتفل الا بمكتوب كبير الحجم ، وقد تصل اغلب الاطاريح والرسائل الى جزأين ، ومنها اطروحة اراجيز رؤبة العجاج دراسة لغوية لخولة تقي الهلالي رحمها الله .
والخيار الاخر وهو الاصلح في العصر الحديث خريطة الفصول ، اذ يستعمل الباحثون فصولا ثلاثة في الغالب ، لتفكيرهم بعامل الوقت ، او بحسب طبيعة المادة العلمية ، وهذه الثانية حجة اقوى ، اما التفكير بالوقت فليس تفكيرا علميا ، ولا اكاديميا ، فقد قيل ان السلطة العراقية انذاك في الثمانينيات قد اسدلت عامل الوقت لعلي مزهر الياسري ، وحاكم الزيادي حينما كتبا في الماجستير رسالتيهما : ابو الحسن بن كيسان وآراؤه في اللغة والنحو ، والترادف في اللغة .
وتتبع القاهرة نظام الوقت المفتوح كما أسمع ، بذلك ، ويقال في جامعات عالمية المشرف هو من يتحكم بوقت الباحث ، حتى لو اكمل رسالته يبقى مصرا على عدم مناقشتها ولو لسنتين او اكثر بحجة انتظار نبوغ الباحث وتنضيجه .
ولست اميل الى التشبث بقوة بلغة الفصول او الابواب ، فلا باس اللجوء الى المباحث ، او المطالب ، او الفصول بلا مباحث ، لان اغلب موضوعات العصر الحديث في الدراسات الانسانية ولاسيما اللغوية قصيرة المدى ، قليلة المؤن ، بعيدة الهدف ، مكررة الرؤى.
د. خالد حوير الشمس
هاشتاغ:
مقالات