
انجبوا لنا جامعات ننجب لكم اوطانا
كثيرا كنا نسمع عن الإصلاح حتى صار صداه (درنكة) بمعنى دف صغير في اذاننا، وفي حقيقة الأمر كان الإصلاح وهميا لا يتجاوز النفخة الاعلامية والتورم السياسي، وطالما أن أهم سمتين في الإصلاح لم تتوفرا قبل انتفاضة تشرين وبعدها فلا رجاء ولا بشرى تلوح في الأفق، وهذا ليس إضاعة لجهود الانتفاضة الشعبية التشرينية من قبلي بل حققت أهدافا ثانوية كثيرة.
السؤال المهم ما هما السمتان المفقودتان في الخطاب الإصلاحي التشريني؟
الأولى : السير التدريجي للإصلاح، فمن المحال أن ينهض بلد هو العراق بعد أن بقي قشورا خاوية، ودمره الموت السياسي الرسمي من قبل القاعدة، وداعش، وغارات امريكا المستمرة. فلا يوجد إصلاح من قبيل (حبها ولُبَط) كما يقول المثل الشعبي المعروف .
الأخرى: غياب الجامعة وهويتها، لم يشتعل اي تخطيط علمي ولاسيما في الدراسات الإنسانية لبناء دولة، وتفعيل نتائج الابحاث، كل ما يشتعل فيها جاهزية المعلومة، وبدائيتها، وأعني بدءا من محاضرات الأستاذ الجامعي القديمة والتلقينية التي تعود لسنوات ماضية حتى ان الطلبة في بداية السنة ياخذوها من الطلبة الذين يسبقوهم بمرحلة، ووصولا إلى كتابة بحث التخرج، ورسالة الماجستير، واطروحة الدكتوراه، في مكاتب معروفة عند الدولة، وبإشراف بعض الأساتذة أنفسهم.
ان غابت الجامعة غاب معها التخطيط العمراني، والتخطيط السياسي، والتفكير الحضاري، والتخطيط التنموي، والاقتصادي، وغياب الوعي في صناعة هوية قادرة على بناء خطاب اجتماعي، وديني ، وسياسي، واقتصادي، ينقل البلد من حكومة احزاب الى حكومة وطن، الذي ينادي بها المتظاهرون، نريد وطن ، نعم لكن كيف يوجد هذا ااوطن؟ الغيرة وحدها لاتنجب وطنا ، الوطن تنجبه الجامعات، انجبوا لنا جامعات، ننجب لكم اوطانا،.
هاشتاغ:
مقالات