مختارات من ملتقى القصة القصيرة جدا في العراق

نهاية 

حصدت آلة لا تُبْقي ولاتذر أعناق السنابل. حملت الريح قشة نفضتها.. محت قُبَل شقائق النعمان من جسد كان غضا. ابتلعها الفراغ.. تلقفتها نيران صارت رمادا. 

فاطمة الشيري 

عنعنة

قبل أن يُسْلم الروحَ، أشار الجندي إلى رسالة بجيبه الداخلي ؛ قيل أنها وصية إلى حبيبته، يرجوها ألا تحزن، وأن تتزوج ابن عمه اللدود... رفيقه الْيُسندُ راسه في الخندق، لم يُنهِ قراءةَ الرسالة... عاجلته قذيفة، ألهبت المكان بما/من فيه.
 توفيق صغير التلوي

 شك 
جعلني رقيباً، أثنى على تفاني مهمتي، أغدق علي بالعطايا، حين أحست بدهاء زوجها، ملأت فمي بالسكوت، وبعدما مالت كفة رهانها. فقأت عين الحقيقة.
فاضل حمود

 مواجهة 
أيقنوا بحقيقة مسعاه، صفقوا لرجاحة فكره.. وخلف الستارة تسارعوا، يحثهم هلع تفوّقه.. ساعدتهم أشباحهم، نصبوا له شركاً ومخرجاً لهم أمامه.
 هدى إبراهيم أمون

 تخطيط 
يمشي الهوينا، متنكراً بين الجموع، في طريقه الى السلطة،صعد الأعواد، أخذ سيفه يقطر دما.
مهدي الجابري 

 دستور
 تجاوز على القانون، تنابز وإيّاه بالألقاب، أزاحه عن المشهد، ضبط إيقاع الغرب، لكنّه فشل في معالجة فوضى الشرق، تمركز البيانو في وسط الأوركسترا، وتحوّل القانون إلى نقشٍ على علبةٍ من عاج الفيل الآشوري.
 عماد درويش 

تعاطف 
في صبيحة العيد وفي المتنزه الكبير سألت الحمامة الشجرة التي تُضَيفُها -لماذا غاب الأطفال هذا الصباح ؟
-يخافون من الغريب الذي فتك بهم حامت الحمامة للحظات ثم غادرت تاركةً ثلاث بيضات في العش .
طالب حميد 

صلح
 في الخيمة التي نصبت نهاية الحرب، تبادلنا الشظايا، عتبنا على بعضنا، تحاضنا، شربنا دماء الضحايا، سكرنا حد النحيب، شتمنا كل شيء: كيف نزغ الشيطان بيننا؟
 حسام طفيلي 

تعايش 
كانت وحوش الغابة، غالبا ماتهاجم فرائسها، على أطراف القرية... عندما أجهزت على حظائرها؛ أبرمت معاهدة صداقة مع سكانها. علي المعراوي 

غصن الزيتون
 حملت الراية البيضاء،جاءني صوت كبيرهم، ألا فاقتلوه، ألا ترون أنه في الإتجاه المعاكس.
 محمد غازي النعيمي

 أمل
 ادْلهَمّتِ في وجهه الخطوبُ في وطنٍ تَشظّى مع أناسٍ طَحنَتْهم رحى حربٍ ضروسٍ لاتبقي ولاتذر؛ بروح ٍلاتفتأُ تكابرُ قرّرَ البحثَ عن بديلٍ؛ تصارعتْ غريزته مع مبادئه؛ انتصرحبُّ البقاء؛ في ليلٍ بهيمٍ حمل أحلامه واعتلى طَوْفاً في بحرٍ لُجيٍّ؛حَلَّقَ عالياً!
د.مها حاج محمد