ترانيم شروكية يكتبها.. علي الصالح

ترانيم شروكية يكتبها.. علي الصالح - وكالة خبر الاعلامية

أمي تَرفض أن تتخلى عن مفاهيم القرية،
حتى بعد ان استوطنت المدينة منذ اول كلمة بصرية طيبة المذاق ( حبوبة).
ولدتني في المدينة، وترعرعت هنا بين 
الدرابين الضيقة في المناطق الشعبية المنفوخة 
بكثير من التناقضات!!.
لكنها حببتني بالريف. 
أعشق مسقط رأسها كميت / ميسان،
تلك المدينة الناعسة. 
كُل ماعندي .. ينبع من هناك.
انا لاأمتلك من المدينة غير ارتداء البنطال الضيق
والحذاء الفاخر والدراسة الاكاديمية. 
حتى أحرُفي .. ريفية المزاج 
لكنها مُنمقة مثل مكياج بنات المدينة!.
أتحسس من عوادم السيارت.. 
أشتاق لرائحة الشلب كثيراً.
كلما افر اليها تشمرُ عن رأسها ( الشَيلة ) العتيقة المخصوصة للصلاة.
أنبهر كثيراً من ذلك البياض الذي عشعش هناك.
كأنها نبي من صلب نبي !! .
تتمتم بكلمات قروية غير مفهومة: 
( السور سور والنبايه احذور . حالكم وحواليكم من حية الكاع ومن صوت الضباع ومن حرامي الليل ومن عجة الخيل ) .
تنشغ نشغة جنوبية يشعر بها عرش الله.


ذات وجع ..

بدت حيطان البيت بالتشقق، 
ليس لان بيتنا من طابوق البصرة القديم جداً.
أعتقد ان تلك الحيطان لم تتحمل كمية الحزن الممزوجة بدعواتها.
أورثتني الحزن بكل ماله من معانٍ سامية.
حتى انهُ لو توزع على الخلائق لفاض عن الحاجة!.
أمي ..كلما تفرغ من صلاتها 
تعدد ال 12 المعصومين 
1
2
3
12
100 
حتى تصل الى ذكر ( سيد يوشع ) و ( سيد منيهل ) و( فوادة ام هاشم ) والبقية!.
خشيتُ منها ذات فطرةٍ ان تذكر عمر بن سعد!.
أمي… 
طيبة القلب… 
حتى إني أتخيل وجهُ الله كوجه أُمي!.
فسلام عليها وعليه .
وسلام على أمهاتكم أحياءَ وأموات.
أحدث أقدم

تابعنا على جوجل نيوز