وكالة خبر -أدب -
بقلم .. طالب خليف الباني
سر عجيب ذلك الذي يدفع الناس للعطاء الاّ متناهي وبذل الغالي والنفيس وإذلال النفس ونكران الذات في سبيل الامام الحسين عليه السلام
ملايين من البشر رأيناها تسير الى الامام الحسين تاركةً ورائها أعمالها ومصالحها الدنيوية بعد أن أغلقت بيوتها مصطحبة معها جميع أفراد العائلة غير آبهة ولا مكترثة بما يلاقونه من صعوبات الطريق من تعب وآلام وبرد قارص وأمطار وغير مكترثين أيضاً لتهديدات حثالة البشرية من الإرهابيين ولا لانفجاراتهم وانتحارييهم حاملين الأرواح على الأِكف وباذلينها في سبيل أبا عبدالله الحسين ع ومن أجل أن تستمر هذه الشعائر التي يريد الأعداء القضاء عليها رأينا العجب العجاب في هذه المسيرة المليونية رأينا الطفل والشاب والعجوز رأينا المرأة والرجل على حد سواء سيراً على الأقدام الى ابي عبدالله رأينا المعاق صاحب القدم الواحدة ومن يسير على عكازتين ومن يُدفع من على العربة رأينا الفقير والتاجر والسياسي ورجل الدين رأينا شعوب متعددة الجنسيات تسير إليك ابا عبدالله أتو من جميع أقطار الارض وقاراتها من استراليا والأمريكيتين وإفريقيا واسيا وأوربا نعم من أقصى بقاع الارض تنادي لبيك يا حسين
حقيقة قوة خفية تدفع هذه الملايين للتضحية بارواحها من أجل السير الى الحسين ع
وفي المقابل نرى فئة أخرى من الناس تقف لتستقبل هذه الجموع وتقدم لها حاجياتها من غذاء وماء ودواء ومسكن وكل ما يحتاجه الزائر وكل ما يخطر على باله وتتبرك بخدمته وتقضي اياماً عديدة تتحمل قساوة الطبيعة وتقلبات الجو ومعطلة مصالحها الشخصية في سبيل خدمة زوار الامام الحسين ع رأينا مواكب على جميع الطرق المؤدية الى كربلاء وفي كربلاء
رأينا مواكب في طرق مهجورة وصحراوية كالطريق السريع وطريق عبدالله ابو نجم رأينا مواكب عبارة عن خيمة او بيت شعر في مكان مهجور يتحمل أصحابه ظروف الطبيعة من أجل خدمة زوار الحسين رأينا التاجر والفقير على حد سواء يقدم الخدمة للزوار رأينا من يعيش في ظروف مادية وقساوة من العيش ومع ذلك يتسلف لخدمة زوار الحسين ع
نعم إنه سر عجيب يحتاج لباحثين وخبراءويستحق أن تقدم من أجله آلاف الرسائل والأطروحات إنه العشق الحسيني الجارف
الحسين ضحى بحياته من أجل ان يستمر الاسلام وتستمر الحياة النبيلة التي ترفض الذل والظلم فكل ما نقدمه قليل في حق الحسين
هاشتاغ:
مقالات